الأربعاء، ١٢ شعبان ١٤٢٩ هـ

دموع التماسيح !

كثيرا ما نرى ونسمع أن مسؤولاً كبيرا في وطننا الغالي ذرفت من عينيه الدموع ، ومن قلبه الحسرات ، عندما رأى معاناة تلك المرآة المسكينة ، أو ذلك الشايب الكبير في السن وليس في القدر ، وما أكثر ما نرى تلك الدموع تذرف بغزارة ليس من ذلك المسؤول الكبير ولكن من هؤلاء الضعفاء بسبب معاناتهم من ظروف الحياة ، ونرى الوعود العظيمة والكلمات الكبيرة التي تحاول أن تشد من آزرهم وتخفف من مصابهم ، ولكن تلك الوعود تغادر كالسراب ، فلا الوعود تنفذ ، ولا المصائب تخف ، فالوضع كما كان ولكن بزيادة عظيمة في الإهانة لهؤلاء الضعفاء ، وأن لا استطيع أن أشبه هذه الدموع التي تغادر العيون في وقتها وتنسى بعد ذلك - أقول - لا أستطيع تمثيلها إلا بدموع التماسيح ، فكما أن التماسيح تبكي أيضا مسؤولينا يبكون ، ولكن ليس من يواجه المصائب في صبر جميل وعزم بليغ كمن يواجه كافة التسهيلات في شتى أمور حياته ، ويكون كلامه أمرا صارما لابد من تنفيذه ، وما ذاك إلا لتعدد الطبقية في مجتمعنا السعودي فطبقة الفقراء هي الطبقة الكادحة والتي تواجه الصعاب والمصاعب في شتى أمور حياتها ، وهناك الطبقة المتوسطة وهي تلك الطبقة التي تحاول أن تسايس أمورها بشتى الطرق لكي تتفادى المصاعب التي من المحتمل أن تواجهها ، أما طبقة المسؤولين وكبار الشخصيات من أغنياء وأصحاب ثروة وسلطة وهم الذين يكون كلامهم أمرا صارما وسيفا مصلتا فكلامهم كالأمر السامي لابد من تنفيذه مهما كانت درجة صعوبته فهم الذين يحاول أصحاب المصاعب التوجه لهم بعد الله لحل ما يواجهونه من مصاعب لاسيما أننا في بلد يطبق التعاليم الإسلامية ولكن يا ترى ما نسبة المنتمين لدموع التماسيح منهم ؟ وما نسبة الذين يحنون ويعطفون على كل صاحب حاجة وكل من أضرت به حياته دنياه وأحوجته إلى طلب مساعدته من غيره ؟


بنقدكم نرقى .. وبرأيكم نسمو

ليست هناك تعليقات:

اعتذر من الجميع لإهمالي المدونة في الفترة الماضية ، وبإذن الله سأحاول في الأيام القادمة جمع ما كتبته في المنتديات كافة ووضعه هنا

لكم ودادي